Translate

الاثنين، 8 يونيو 2020

إلى أختي الصغيرة ميثاء 👭🏻


إلى أختي الصغيرة ميثاء 👭🏻

سنكبر يوما يا أختي و ستتوالى الخيبات 
تلو الأخرى من أشخاص نحبهم ظننا إننا نعرفهم 
وسننصدم بعد حين من الشعارات وغسيل الدماغ الذي تلقيناه عن الوطن ولا شيء منه ينعكس على الواقع
سنعود يوما يا أختي نسأل طفولتنا عن المبادئ والقيم التي تربينا عليها لأي كوكب كانت ؟
سنبقى نسأل عن الإنسان القابع فينا
ما العمل ومن أين المفر؟
فالمفروض لهذا العالم لن يحدث على أيدينا ونحن بالكاد نسدد فاتورة العيش
يا أختي ،أنا عاطفية بالفطرة
وحساسة بروح طفلة لم تُكمل لعبتها لتكبر
 مدمنة بأحلام اليقظة وكثيرة التفكير
قلقة بشكل مفرط وكثيرا ما أُصاب بنوبات الهلع
كل هذا وكل ما مر من أمامي حتى الآن يدعوني أن أتسائل عن الحقيقة أم عن الكذبة التي نعيشها من نحن عندما نظهر بحقيقتنا وهل يستحق هذا العالم هذا الصدق وكل ما أجده أمامي رياء صارخ  علي مجاراته
الحياة لعبة البقاء 
 سنلعبها مجبرين
ولنا أن نختار أن نموت في أولى مراحلها أم نناضل حتى النهاية
كل ما في الأمر تذكري هي لعبة فاستمتعي بكل مراحلها

الخميس، 21 مايو 2020

الأحلام لا تتحقق بل تصنع



الأحلام لا تتحقق بل تصنع




قبل قرابة عشرة أعوام أو أكثر بدأتُ رحلة ذلك الحلم العَصْيِ الذي كان يصاحبني منذ الثانية عشرمن عمري.
سافرت للمرة الأولى في حياتي إلى المملكة المتحدة للدراسة ومن كان ليدرك إني سأقضي العشرينيات من عمري كلها هناك؟ وسط زحام عاصمة الضباب كنت أعارك نفسي بين ساعات العمل ومحاضرات المساء، انتهت تلك المرحلة بكم هائل من نوبات الهلع والبكاء والفرح واليوم أجدني أمام مفترق طرق ودينٌ على هذا القلم.

لا يمكن أن تكون هذه التجربة التي عشتها لي وحدي ومذكراتي فقط ،فقد كنت جزءً من استثمارٍ وطني. هذه التجربة التي تستهويني كثيرا وأجد شغفا استمع لقصص الآخرين، وهي تتقاطع بقصتي عندما قررنا أن نحزم أمتعة السفر.
أتخيل منظر كوكب الأرض وترحالنا فيه للتعلم والعمل من مختلف الأقطار كالشرايين التي تربط العالم ببعضه وتُقرب الإنسانية ببعضها في رحلة إعمار الأرض الذي نتشاركه جميعا.

لماذا يا ترى أُتيحت لي هذه الفرصة للدراسة في الخارج ببعثة مدفوعة التكاليف ؟
هذا السؤال فعليا ما يدفعني أن أكتب تجربة دراستي وسرد تفاصيلها ما استطعت لأني مؤمنة إن في هذا الاستثمار فرصة سانحة أكثر من أي وقت مضى للاستفادة من مخرجاتها لرفد بيئة الأعمال في عمان بالمهارات القيادية بشكل أوسع وأسرع.
وإن ما يجنيه الوطن من الابتعاث الخارجي لا يقتصر على فائدة الفرد نفسه بل لابد أن تتسع الفائدة لاقتصاد البلد بأكمله ولكننا حتى الآن نعيش عشوائية هذه الفائدة وننتظر الحظ أن يلعب دوره ولكن لا يمكن لهذا أن يستمر لابد من تجويد آليات الابتعاث الخارجي وخططه.

من المجدي أن نسأل لماذا رغم هذا التمكين المعرفي للرأس المال البشري من الدول المتقدمة التي نبتعث إليها منذ عقود مضت لم يعكس بالشكل الملحوظ والمباشر أو بطريقة يمكن قياسها عن مدى الإسهام في بناء القدرات الاستيعابية في رأس مالنا البشري و لم يتحقق معنا بالمستوى الذي نطمح إليه لتوطين المعارف والتكنولوجيا في السلطنة؟
قبل أن أحاول الإجابة على هذه التساؤلات دعنا نخوض التجربة من البداية، كيف تبدأ رحلة البعثة؟
لعل أول سؤال يتبادر في ذهن أي طالب مقبل على المرحلة الجامعية الأولى هو ماذا أتخصص؟
إلا إن هذا السؤال لم يؤرقني كثيرا في فترة الثانوية العامة/الدبلوم العام كان همي الأول كيف أسافر للدراسة في الخارج. لم أكن أتخيل حقا ماذا أريد أن أكون بعد الدراسة كنت فقط أعرف تفضيلي لبعض المواد واستمتاعي بأخرى ولكن همي وشغلي الشاغل أن أجد فرصة للدراسة في الخارج وتجربة العالم من أفق آخر.
بدأ فعليا موضوع التخصص يؤرقني بعد قضاء أول سنة لدراسة اللغة، بدأت بالبحث من البدايات
تُرى ماذا يعني هذا التخصص؟
وما طبيعة العمل الذي ستمكنني هذه الشهادة أن أعمله؟
هل يعني بعد المرحلة الجامعية سأكون ملمة بكل شيء عنه؟
يا ترى كيف تم تحديد هذه التخصصات لدراستها؟
هل يعني هناك وظيفة تنتظرني بعد إتمام الدراسة؟
مهلا !!
كيف لي أن أسأل هذا السؤال لابد أن تكون هناك وظيفة تنتظرني لا يعقل أن يتم تحديد التخصص الذي يمكن دراسته وصرف كل هذه المبالغ علي ولا يتوجب علي في المقابل أن أعمل في مؤسسة ما ؟
عندما بدأت أسأل هذه الأسئلة وأبحث عن إجابتها كل ما كنت أتمناه حقا أن ألتقي بالأشخاص الذين عملوا على جمع هذه التخصصات في كتيب دليل الطالب، ، لكن لسبب ما لم يكن الوصول إليهم سهلا وإلى هذا اليوم تبقى آلية تحديد التخصصات عملية ضبابية غير واضحة المعالم؟ ولا تجيب هذه الأسئلة المباحة للطالب الذي وقع بيده اختيار إحدى الحظوظ في قائمة التخصصات.
في البداية كانت فرصة البعثة هي للدراسة في هولندا بتخصص إدارة سياحة دولية ثم لحسن حظي حصلت في الفرز الثالث على بعثة دراسة الهندسة الميكانيكية في المملكة المتحدة كنت استبشرت حقا بوجهة الدراسة أكثر من تخصص الهندسة الميكانيكية التي لم تكن فعلا من ميولي فسعيت لتغييره بعد السنة التأسيسية إلى الهندسة المدنية وبعد عامين مررت بعدة ظروف (لست بصدد سردها لغرض هذه التدوينة ) ، تعثرت تحصيليا فغيرت التخصص للمرة الأخيرة إلى إدارة المشاريع الإنشائية.
اليوم وبعد مضي عقد من الزمان مازالت نفس التساؤلات تحير الطلبة بالأمس جائتني إحدى الطالبات تبدي رغبتها بتغيير التخصص من أحياء بحرية إلى أحياء عامة متخوفة من نفس تساؤلاتي التي لم أجد لها إجابة وكم تتكرر معي هذه المواقف التي لم يعد لذاكرة عقلي حصرها حاولت ان اطمئنها وإن التخصص فعلا مرغوب. طلبت منها أن تقوم ببحث سريع ببعض ما ألممت به عن المستقبل الزاهر لعمان بعد المشاركة في مؤتمر اقتصاد المحيطات لعلها تجد ما يطمئن قلقها ووعدتها أنني سأبحث لها عن أهل الاختصاص من شبكة معارفي لتطرح ما تشاء من الأسئلة.

فعادت لي بهذه التساؤلات التي فعلا لم أعرف الإجابة عليها





هل فعلا هي تجربة مجهولة؟
هل يا ترى اقتصاد المحيطات في عمان سيستطيع أن يستوعب المخرجات الآتية؟
هل فعلا سيكون اقتصادنا متعطشا لتخصص أحياء بحرية؟
كيف تم قياس ذلك؟
ولماذا تحدده الجهات الحكومية أليس الأولى أن يتوجه الطلبة بحسب رغباتهم لخلق هذا الاقتصاد وغور تحدياته بكل شغف بدل السؤال عن الوظيفة الذي أُجبر أن يتقيد به من البداية.
هل إذا تخصصت أحياء عامة كما تشاء يعني إنها لن تستطيع العمل في مجال الأحياء البحرية لو أكملت دراستها لاحقا أو خاضت تجربة العمل في هذا القطاع؟
إن مشكلة موائمة المخرجات مع سوق العمل وتحديد التخصصات المطروحة للابتعاث والآلية المتبعة هي من الأشياء المؤرقة لعدد كبير من المؤسسات الحكومية والتعليمية وإن ما كان متبعا منذ عقد من الزمان يحتاج أن يتغير لنكون أكثر تركيزا وتحديدا لما نطمح إليه من نوعية المخرجات المتسلحة بالمهارات وليس بمسميات الشهادات.
الزمن تغير والمرونة مطلب أساسي ومع تعدد التخصصات الدقيقة وترابط العلوم ببعضها وتجددها بشكل مستمر أمر بات علينا إدراكه بسرعة وإن كان لابد لنا من تحديد بعض التخصصات اللازمة والملحة لسوق العمل فيجب أن تكون هناك آلية واضحة تبين ما هي طريقة اختيار هذه التخصصات وماهي الجهات التي طلبتها وأين مستقبلها.
بعض المجالات قد نكون مدركين بأننا بعد ٤ أو ٥ سنوات بحاجة ماسة لها لسد فراغ محدد ويعرف الدارس لهذا التخصص عن مستقبله الوظيفي وفي أي مؤسسة بالتحديد بعد اختياره ولابد أن يجد شغفه في هذا المجال ويرتبط بعقد عمل لاحقا . نحتاج أن نضع شروطا قبل تحديد التخصصات فعندما نستطيع تحديد التالي:
متى تحتاج المؤسسة لهذا الكادر المتخصص؟
كم العدد المطلوب؟
ما هي المؤهلات والمهارات المطلوبة؟
ما هي المهام المتوقع القيام بها وطبيعة العمل؟
وإن كانت تندرج تحت خطة إحلال الوافدين فما هي الخطة الزمنية والخطط الموضوعة للإحلال في تلك المؤسسات؟
وتوجد لدينا أمثلة لبعض برامج الابتعاث التي تم تحديد التخصصات من أجل أن تخدم قطاع معين أو مجال معين أو مشروع مثل برنامج مشروع جامعة عمان، وبرنامج وزارة التربية والتعليم. وبرنامج الخبراء العمانيين حسب ماهو موضح في قرار ديوان البلاط السلطاني: رقم ١ / ٢٠١٤ بإصدار اللائحة التنظيمية لبرنامج الخبراء العمانيين. (رابط للحصول على اللائحة) والبرنامج الوطني للدراسات العليا الذي يتم فيه تحديد التخصصات بشكل دقيق في كل سنة. هناك أيضا برنامج رواد تكاتف ، تجربة أخرى القطاع الخاص للبعثات الخارجية تهدف لرفد قطاعاتها بالموهوبين والمتميزين وتحضيرهم من الصف العاشر (للاطلاع على تفاصيل البرنامج) وأيضا بعثات شركة تنمية نفط عمان .
يبقى السؤال إلى أي مدى حققت هذه البرامج الغاية المنشودة منها وإن كانت لا تزال مستمرة ألسنا بحاجة لمراجعتها؟ وهل تُجيب على التساؤلات التي ذكرتها لتحديد التخصصات؟

هل عشوائية استفادتنا من البعثات الخارجية تقتصر في تحديد التخصصات؟

الإجابة بالمختصر لا. وأنا شخصيا ضد تحديد وفرض تخصصات محددة فالقيود تقيد الإبداع. إذن ماذا نريد من البعثات ؟ أليس التعليم هو الهدف الأساسي ؟ كيف كان التعليم سابقا وكيف صار شكله اليوم؟ ما هي نوعية المخرجات المتوقعة من التعليم العالي؟ أليست المهارات المصاحبة للمعرفة أكثر إلحاحا من عنوان الشهادة.
اعتقد إن فعلا ما نحتاج أن نركز عليه عند مرحلة توزيع مقاعد البعثات الخارجية أن نبحث ونستكشف ميول الطلاب ، ولماذا يفكرون في الدراسة في الخارج؟ ،وما هي الدوافع؟ نحاول تحليل ودراسة شخصياتهم واستكشاف توقعاتهم من هذه التجربة لتوجيههم وتعزيز من نوعية مخرجات برامج الابتعاث . الطلبة في مرحلة تحديد الاختيارات ما بعد الثانوية العامة بحاجة كبيرة للتوجيه وتوسيع مداركهم لاختيار الطريق الصحيح وليس الاستسلام للمعدل الكلي للدبلوم العام واختيار مجال الدراسة حسب حصيلة تلك الدرجات فقط . كما إني لا أجد النظام الحالي في التعليم يساند الطالب لتحديد ميوله ومعرفة قدراته للتعليم الجامعي في الخارج إلا بعد خوض السنة التأسيسية على الأقل ومعايشة محيط جديد من بعد الاستقلالية في التفكير والتحليل وأيضا فرصة الاعتماد على النفس في متطلبات الحياة الأساسية لابد أنها تغير في نمط التفكير ويتوسع لدى الطالب قدراته في اكتشاف ذاته وميوله.
لم لا يسمح لكل المبتعثين تحديد التخصصات الدقيقة بعد السنة التأسيسية بعد أن أتيحت لهم فرصة الاطلاع على نظام البلد وزيارة الجامعات والاحتكاك بزملائهم الذين سبقوهم في الدراسة ، للغور في هذه التجربة قبل اتخاذ قرار مهم كهذا وخلال هذه الفترة يحصل الطالب على توجيه تخصصي أكثر ملم بنظام التعليم العالي في بلد الابتعاث من قبل الملحقيات الثقافية.


ماذا نحتاج أن نفعل للاستفادة القصوى من استثمارنا في الابتعاث الخارجي؟


ماذا لو تقسم مقاعد البعثات الخارجية إلى قسمين: قسم يتم فيه تحديد التخصصات بدقة بعد الإجابة على الأسئلة المذكورة أعلاه عند تحديد التخصصات والقسم الثاني يتسم بالمرونة في التخصصات ويحدد المجالات المعرفية فقط مثل ماهو معمول في برامج البعثات لESAM & STEM وأيضا برنامج القبول المباشر.
نحن بحاجة أن نركز في إعداد برامج ابتعاث تدعم على الأقل ضمان ثلاث فئات من المخرجات للمرحلة الجامعية الأولى:

1. مخرجات بمهارات بحثية (أكاديميين/ وباحثين): رفد أكاديميين وباحثين شغوفين بالعمل البحثي يلتحقوا بدراسة مجالات مطلوبة في منظومة البيئة البحثية في عمان ويدرسوا مؤهلات مثل: MPhys, MChem,MPharm هذا المسار في المرحلة الجامعية الأولى يُمكن الطلبة من قضاء سنة إضافية تصب في مشروع بحثي مشترك في الجامعة ولا يمكن للطلاب الحصول على قبول لهذا البرنامج البحثي إلا بعد اجتياز السنة الثانية من التخصص بتفوق. من أجل إلحاق الطلبة لهذه البرامج لا يحتاج إلى الكثير من الإعداد أو التغيير في آلية توزيع مقاعد البعثات فقط يوضح سماح الطلبة بالحصول على قبول جامعي يصاحب هذه السنة في الجامعة ويمكن تخصيص برنامج البعثات للقبول المباشر لهذا الغرض. كون إن الطالب يوفر سنة أو سنتين أكاديميتين عند التحاقه بالجامعة للسنة الأولى مباشرة وأن يضاف شرط على برنامج القبول المباشر أن تكون للمهتمين بالأبحاث ومن يودون أن يكونوا محاضرين أكاديميين وباحثين في المختبرات البحثية والمراكز البحثية.
لإعطاء مثال حي عن هذه الفئة دائما أتذكر أحمد ذلك الطالب الشغوف بالفيزياء وهي من المواقف العالقة في ذهني فمنذ حصوله على البعثة وهو حريص على قراءة كل التفاصيل عن برنامجه ومقارنة الخيارات لديه ويعرف فعلا ما يريد. درس السنة التأسيسية في معهد كابلان في جلاسكو وكما هو متعارف عليه فإن هذه المعاهد تُحَضر الطلبة لجامعات محددة حسب المتعاقد معهم وفي حالة أحمد لا تتضمن قائمتهم جامعة مانشستر التي يطمح للدراسة فيها ولكنه سعى منذ حصوله على نتائج السنة التأسيسية أن يثبت قدراته بإمكانية دخوله لجامعة مانشستر لدراسة الفيزياء ومع قليل من الدعم والمساعدة .استطاع أن يحصل على قبول للسنة الأولى وقد تكون هذه من الحالات القليلة أن تقبل جامعة مانشستر طالب تخرج بدبلوم عام وأنهى السنة التأسيسية في معهد آخر.
شعلة أحمد تستمر وهو يدرس ما يرغبه وبعد ما أنهى بنجاح عامه الثاني في جامعة مانشستر بادر بالطلب أن يلتحق ببرنامج MPhys والذي يتطلب حصوله من جهة الابتعاث.
حصل أحمد على الموافقة وهو مستمر بالتعبير عن شغفه في قناته على اليوتيوب ونحن في فترة الحجر المنزلي أرسل لي هذا المقطع يشاركني التطبيق الذي قام بإعداده. نريد العشرات مثل أحمد ونريد تسهيل هذا المسار عليهم وحثهم عليه بتبسيط الإجراءات وتسهيله منذ بداية الحصول على البعثة عن إمكانية انخراطهم بكذا برامج.






2. مخرجات بأحدث المهارات الفنية ومهارات شخصية عالية : هذه الفئة سيستطيعون الانطلاق بكل ثقة في سوق العمل ويكونون أكثر إدراكا ومرونة لفهم متطلباته ويمهد بأن يكونوا مستقبلا قيادات في الشركات والمؤسسات الحكومية المختلفة. هؤلاء نضمن صقل مهاراتهم القيادية عن طريق الاحتكاك بسوق العمل قبل التخرج من الجامعة ويمكن تحقيق ذلك بأن يلتحقوا بدراسة تخصصات مصحوبة مع الخبرة العملية industrial experience year"" وتعد هذه البرامج في المملكة المتحدة هي السبيل لربط سوق العمل بمخرجات التعليم العالي.
ولدراسة هذا البرنامج في المملكة المتحدة والحصول على فرصة الانخراط بسوق العمل يتطلب من الطالب المرور بكل المراحل التي يخوضها الباحث عن عمل من أجل الحصول على فرصة تدريب في الشركات ويصاحب هذه السنة متابعة من الجامعة لأداء الطالب وكتابة تقرير في نهاية العام بعدها يعود الطالب لمقاعد الدراسة لإنهاء متطلبات البكالوريوس لآخر سنة. هذه التجربة لابد وإنها تفتح مدارك الطالب لما هو متوقع في سوق العمل وتساهم في إدارة توقعاته بعد التخرج ليسهل عليه التركيز في توجيه طاقاته للانتقال للمرحلة القادمة متسلحا بمهارات قيادية عالية. إلا أن الحصول على فرص تدريب لمدة سنة في المملكة المتحدة ليس بالأمر السهل وهنا نحن بحاجة إلى الاستفادة من علاقاتنا الدبلوماسية والاتجاه أيضا إلى الشركات الضخمة التي تستثمر في السلطنة من أجل نقل المعارف والتكنولوجيا وضمان فرص تدريب في الشركة في البلد الأم ومن ناحية أخرى يمكن تكثيف الجهود وتعزيز علاقاتنا بالمؤسسات التعليمية المختلفة في المملكة المتحدة لضمان الحصول على عدد من هذه الفرص قبل ابتعاث الطلبة إليهم بما يتم تحديده من مجالات معرفية والاستفادة من شبكة علاقاتهم بالشركات المحيطة بها.


3. مخرجات بمهارات ريادة الأعمال– فئة مبادرة لحل المشكلات معززة بمفاهيم ريادة الأعمال لإطلاق مشاريع تلامس التحديات التي تواجهها السلطنة والعالم.
لنضمن مخرجات تهتم بريادة الأعمال إلى جانب صقل مهاراتهم الشخصية والفنية أن نصاحب برامج الابتعاث برامج معنية بريادة الأعمال والابتكار ويمكن ذلك بطرق مختلفة منها التعاون مع المؤسسات التعليمية التي يدرسون فيها لحثهم على الخروج بأفكار ريادية مبتكرة وتساعدهم للتعرف على بيئة ريادة الأعمال بشكل أسرع في دول الابتعاث. إن إطلاق مثل هذه البرامج يزيد من احتمالية الخروج بشركات تقنية تواكب التقدم التكنولوجي الحاصل في العالم. لهذا من الضروري أن يتواجد الاستثمار العماني في تصميم هذه البرامج من أجل ضمان الاستفادة الاقتصادية للسلطنة من مخرجاتها. كما يمكن للأنشطة الطلابية أن تلعب دورا بارزا في تنفيذ مبادرات تقرب الدارسين في الخارج بالتحديات الموجودة في عمان أو في دولة الدراسة وتركيز جهودهم لنقل المعارف وتجارب الدول المتقدمة إلى عمان.

لنحقق هذه الأهداف نحن بحاجة إلى آليات رشيقة وقد نحتاج إلى إعادة ترتيب الوظائف في مؤسساتنا الحكومية والملحقيات الثقافية ولا ننسى إننا من أجل تحقيق ذلك فإننا بحاجة أن نحرص على إعداد الموظفين خصوصا مقدمي الخدمة الأخيرة الذين يحتكون بالطلبة ويقدمون لهم النصح والمشورة ودعمهم بأدوات ومعارف تساعدهم في تقديم الخدمات بشكل أفضل.
نحن أيضا بحاجة ماسة إلى وضع استراتيجيات واضحة للبعثات الخارجية ترفد القطاعات المختلفة بالكادر البشري ذو المهارات العالية تم صقلها بتجارب دولية في الخارج. وكلما كانت التحديات والمتطلبات الوطنية واضحة كان توجه الطلبة في بلدان الابتعاث أكثر تركيزا وطاقاتهم مسخرة للتعلم وإيجاد حلول لهذه المتطلبات بالاحتكاك بالعالم الخارجي وكسب خبرات جديدة وانعكاس ما تعلموه وما يتم تطبيقه في هذه الدول.


هناك الكثير من التفاصيل التي يمكن خوضها لإيجاد طرق مختلفة للاستفادة من استثمارنا في البعثات الخارجية وفوائده على الوطن ومع كل هذه الظروف الصحية التي نمر بها اليوم والتحديات الصعبة على اقتصاد البلد فهذا أقل ما يمكننا فعله بأن نوجد حلول بديلة وطرق متجددة للاستفادة من هذا الاستثمار. لا يمكن أن نُبقي نفس العجلة تدور ونتوقع نتائج مختلفة فالأحلام لا تتحقق بل تُصنع وأضعف الإيمان هو أن أحاول بما ملكت يدي أن استخدم هذا القلم لسرد الحلم لعل وعسى يُحدث ذلك فارقا.




بثينة الجابري
مسقط
٢٢ مايو ٢٠٢٠